كيف نعود اولادنا على الصلاة ؟

(بسم الله الرحمن الرحيم) 

 

الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. 

ايها الاب الكريم .. ايتها الام الحنون ..

   إن اولادنا امانه عندنا ، وهبها الله تعالى لنا ، وكم نتمنى جميعاً ان يكونوا صالحين ، وان يوفقهم الله فى حياتهم الدنيوية والدينية .

تذكر قول الرسول "صلى الله عليه وسلم" : ((كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته))  وأولادك سوف تُسأل عنهم ، وتذكر دعاء المؤمنين:

 { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِن ْاَزْواجِنا وذُرِيَّاتِنا قُرَّةَ اَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا ِللْمُتَّقِينَ إمَامً }

                                                                          'صدق الله العظيم'

   ولنعلم ان اولادنا فى حاجه منا لأمور كثيره : 

١- فَهٌم فى حاجة للحب .

٢- وفى حاجة للتقدير .

٣- وفى حاجة للحرية .

٤- وفى حاجة للنجاح .

ايها الاب الكريم .. ايتها الام الحنون ..

     انتم النماذج لأولادكم ، وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث )  منهم ولد صالح يدعو له ، فليكن هدفنا ان يكون اولادنا صالحين،  واذكروا معى قول النبى صلى الله عليه وسلم: ( ما أُعطى اهل بيت الرفق إلا نفعهم وما منعوه إلا ضرهم )

الصلاة نور

      فلنستمتع معاً بقلوبنا قبل أذاننا قول النبى صلى الله عليه وسلم : "( وجعلت قره عينى الصلاة )" ، ويبين لنا ان ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاه ) وأنه اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامه من عمله هو صلاته ويؤكد لنا مكانتها فى قوله صلى الله عليه وسلم ( الصلاة نور) فهى نور فى القلب وفى القبر ويوم القيامه وهى الصله بين العبد وربه . ولنذكر جميعا ما هى وصيه الرسول صلى الله عليه وسلم عند الوفاه .. الوصية للأمة كلها

( الصلاة وما ملكت أيمانكم )  من هنا نتفق جميعاً ان هذه الصلاه التى فرضت مباشرة على النبى صلى الله عليه وسلم فى رحله المعراج لها مكانه عظيمه فى الإسلام ، وبالتالى علينا معشر الآباء والأمهات والمربين ان نسعى لغرسها فى نفوس اولادنا ، ونجعلهم يتمسكون بها حق التمسك ويشعرون بلذة المناجاة لله وهم واقفون بين يديه ، ها هو القرآن الكريم يحكى لنا عن لقمان وهو يوصى ولده ( يَا بُنَىَّ أَقِم الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ ) والنبى صلى الله عليه وسلم يقول فى الحديث ( سبعه يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله ) منهم شاب نشأ فى طاعه الله وطفل الأمس هو شاب اليوم ، وطفل اليوم هو الشاب غداً ، فتعال معى نتعرف كيف نعود أولادنا على الصلاة 

كيف نعود اولادنا على الصلاة

قال تعالى : ( وأْمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها )

ايها الأب .. أيتها الأم 

• وقد علمنا مكانه الصلاة فى الإسلام لذلك يجب علينا ان نعلم ان تعويد الطفل على الصلاة هدف حيوي فى التربيه الإيمانيه للطفل .

• ونُذكّر بأن مرحله الطفوله ليست مرحله تكليف وإنما مرحله إعداد وتدريب وتعويد للوصول إلى مرحله التكليف عند البلوغ فيسهل على الطفل أداء الواجبات والفرائض .

مراحل الصلاة

أولاً : مرحله تشجيع الطفل على الوقوف فى الصلاه 

     ففى بدايه وعى الطفل يطلب منه الوالدين الوقوف معهما فى الصلاة ، روى عن النبى صلى الله عليه وسلم انا قال : ( إذا عرف الغلام يمينه من شماله فأمروه بالصلاه )  ولنعلم جميعاً أن الأبناء فى بدايه طفولتهم قد يمرون من أمام المصلين ، أو يجلسون امامهم وقد يبكون ، فلا حرج على الوالد أو الوالده فى حمل طفلهم فى الصلاه حال الخوف عليه ، خاصه إذا لم يكن بالبيت من يلاعبه . وليتذكر الآباء أن صلاه الجماعة بالمسجد هى الافضل لهم ومع ذلك فقد طالبنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأداء صلوات بالمنزل من النوافل  والمستحبات ، فيرى الطفل والده ووالدته يصلون . ويستحسن للأم إذا كان طفلها شديد اللعب ان تنظم وقت صلاتها عند وجود من يلاعب الطفل من الأهل والجيران خوفا عليه ، كما يجب ان لا ننهر الطفل بشده فى هذا السن عما قد يحدث منه فى المستقبل .

ثانياً : مرحله قبل السابعة

وهى مرحله الإعداد للصلاة وتشمل :   

١- تعليم الطفل بعض احكام الطهاره البسيطه مثل أهميه التحرز من النجاسة كالبول وغيره ، وكيفيه الإستنجاء وآداب قضاء الحاجه وضروره المحافظة على نظافه جسمه ، وملابسه مع شرح علاقة الطهاره بالصلاة .

٢- تعليم الطفل الفاتحه وبعض قصار السور استعداداً للصلاة .

٣- تعليمه الوضوء ، وتدريبه على ذلك عملياً كما كان يفعل الصحابه رضوان الله عليهم مع أبنائهم . 

٤- وقبيل السابعه نبدأ بتعليمه الصلاة ونشجعه على ان يصلى فرضاً أو أكثر يومياً مثل صلات الصبح قبل الذهاب إلى المدرسه ، وصلاة الظهر ولا نطالبه فى سن السابعه بالفرائض الخمس جمله واحدة .

٥- كما نذكر بأهميه إثابه الطفل على كل ما تقدم فى هذا المجال .. اثابه معنويه مثل ( بارك الله فيك ) او هدايا بسيطه .

٦- وتذكر ايضاً أهميه اصطحاب الطفل إلى صلاة الجمعه بعد ان تعلمه آداب المسجد ، فيعتاد الطفل على إقامع الشعائر ويشعر ببدايه دخوله المجتمع واندماجه فيه .

ثالثاً : مرحلة ما بين السابعة إلى العاشره

    ففى الحديث (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليا وهم ابناء عشر ، وفرقوا بينهم المضاجع)

يتعلم الطفل هذا الحديث ، وهو الآن يعرف انه قد بدأ مرحلة المواظبة على الصلاة ، ولهذا ينصح بعض المربين أن يكون بلوغ الطفل السابعة من عمره حدثا متميزاً فى حياته .

     لقد خصص النبى صلى الله عليه وسلم ثلاث سنوات متواصله لتأصيل أمر الصلاة فى نفوس الأبناء ، ونكرر طلب الصلاة من الطفل باللين والرفق والحب ، وبنظره حسابية نجد ان عدد التكرار قد يصل خلال هذه الفتره الى : 

عدد الصلوات          عد أيام العام               سنوات   

       ٥            ×        ٣٥٤        ×          ٣               = ٥٣١٠ صلاة 

       أى ان الوالدين يذكرون أولادهم ويدعونهم إلى الصلاة هذا العدظ الضخم فى هذه الفتره مع أول حياته ، وهذا يوضح لنا أهميه التكرار فى العملية التريوية ، مع ما يناسب ذلك من بشاشة الوجه ، وحسن اللفظ ، وهذا الصحابى الجليل عبدالله بن مسعود يقول ( حافظوا على أولادكم فى الصلاة ، وعودوهم الخير فإن الخير عادة ) 

فكل الخير يكتسب بالتعود .

وينشأ ناشئ الفتيان منا … على ما كان عوده أبوه 

      وخلال هذه الفتره يتعلم الطفل أحكام الطهارة ، وصفة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ، وبعض الأدعية الخاصة بالصلاة وسيظل الوالدان القدوة العملية أمام الطفل دائماً .

رابعاً : مرحلة الأمر بالصلاة والضرب عليها 

         من الضرورى ان نكرر دائماً - فى مرحلة السابعة - على مسمع الطفل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى حدد مبدأ الضرب بعد العاشرة تحذيرا من الأنصياع وراء الشيطان فإذا ما أصر بعد ذلك على عدم المداومة على الصلاة فلا بد أن يعاقب بالضرب ، ولكن يظل الضرب معتبراً بالشروط التى حددها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم 

         والطفل إذا نشأ فى بيئة صالحة واهتم والديه بكل ما ذكرنا وكانا قدوة له فى المحافظة على الصلاة ، فإنه من الصعوبة ألا يرتبط الطفل بالصلاة ويحرص عليها خاصة مع التشجيع المعنوى والمادى .

         وفى هذه المرحلة ( بعد العاشرة ) يجب على الوالد والوالدة ومن يقوم بتربية الأولاد أن يعلموهم أحكام صلاة الجماعة وصلاة السنن والوتر وكان الرسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلم أنس بن مالك - رضى الله عنه - صلاة الإستخارة رغم صغر سنه .

        كما يجب الاهتمام بصلاتى الفجر والعشاء فى هذه المرحلة ، وتعويد الطفل على المداومة على كل الفرائض مهما كانت الأسباب ، خاصة أثناء الامتحانات ( ذلِك ومن يُعظِّمْ شعائِر اللهِ فَإنَّها من تقْوى الْقُلُوب )  ، فإذا فاتته صلاة ناسياً فليصلها متى تذكرها ، وإن فاتته تكاسلاً فلنعلمه ان يسارع بالاستغفار وأن يعمل الحسنات كالصدقات من مصروفه وغير ذلك من أعمال الخير لعل الله ان يغفر له ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها )  وننبه بعد ذلك على ضروره اتفاق الوالدين على الخطوة السابقة وتعاونهما معاً على أن يكونا قدوة للطفل فى كل لحظة . 

نصائح للوالدين

١- على الأب والأم أن يرى ابنهما فيهما دائما يقظه الحس نحو الصلاة . 

• فمثلاً إذا أراد ابنك أن يستأذن للنوم قبل العشاء ، فليسمع منك وبدون تفكير او تردد : لم يبقى على العشاء إلاخمس دقائق نصلى معاً ثم ننام بإذن الله. 

• وإذا طلب الأولاد منكم الذهاب للنادى أو زيارة أحد الأقارب وقد أقترب وقت المغرب ، فيسمعون منكم : نصلى المغرب أولا ثم نخرج .

• ومن وسائل ايقاظ الحس بالصلاة لدى الأولاد ، أن يسمهون منكم إرتباط  المواعيد بالصلاة فمثلاً : سنقابل فلان فى صلاة العصر ، وسيحضر لزيارتنا بعد صلاة المغرب .

٢- الإسلام يحث على الرياضة التى تقوى البدن وتقوية ، فالمؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، ولكن يجب ان لا يأتى حب وممارسة الرياضة على حساب تأدية الصلاة فى وقتها ، فهذا مرفوض . 

٣- نسأل الله العفو والعافية،  إذا حدث أن مرض الصغير خاصة بعد سن العاشرة فعلينا أن نعوده أداء الصلاة حسب استطاعته ، حتى ينشأ ويعلم ويتعود أنه لا عذر له فى ترك الصلاة حتى لوكان مريضاً .

٤- إذا كنت فى سفر فعليك أن تعلم ولدك رخصة القصر والجمع ، وتعلمه نعمة الله فى الرخص وأن الإسلام تشريع مملوء بالرحمة .

٥- تدرج فى تعليم ولدك النوافل بعد أن تعلمه الفرائض .

٦- اغرس فى ولدك الشجاعة فى دعوة زملائه للصلاة وألا يجد حرجا فى إنهاء مكالمه تليفونية او حديث مع شخص بالمدرسه او النادى او غير ذلك من اجل ان يلحق الصلاة بالمسجد جماعة 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته